عودة بعد الإجازة- فلسفة الكسل، العقل، والجهل الظريف
المؤلف: ريهام زامكه11.10.2025

أهلاً وسهلاً بقرائي الأعزاء الأوفياء، يا هلا بكم ومرحباً، والحق أقول اشتقت إليكم كثيراً وكنت أعد اللحظات شوقاً للعودة إليكم بعد انقضاء إجازتي، "سامحني يا رب على هذه المجاملة اللطيفة"، ولكن بعد العودة، سأعترف لكم بمشكلة حقيقية تواجهني، وهي أنني عندما أنطلق في التفلسف وأبدأ بـ "أولاً"، غالباً ما أجد نفسي في ورطة حقيقية، إذ يصعب عليّ إيجاد "ثانياً" مناسباً، ولكنني سأحاول جاهداً إيجاد حل أدبي لهذه المعضلة.
يقال إن الكتابة ما كانت لتوجد لولا وجود الورق، وإن الكتاب ما كانوا ليظهروا لولا وجود القراء، وقد عدت لتوي من إجازة، ورغم قصرها، إلا أنني قضيتها منغمساً في أمور عظيمة وأساسية، كالنوم العميق المريح على سبيل المثال، واكتشاف مهارات جديدة في فنون الكسل والخمول، والابتعاد التام عن التفكير في أي شيء يستحق الذكر.
وبصراحة مطلقة، حتى هذه اللحظة يرفض عقلي بشدة التعاون معي، بل ويخاطبني بتهكم وسخرية قائلاً: "أين تلك الأفكار النيرة التي كنت تحدثنا عنها وأنت مسترخٍ على شاطئ البحر؟".
ولا أخفيكم سراً، خلال إجازتي ابتعدت كلياً عن الكتابة، وذلك لكي أعود إليها بلهفة وشوق متجددين، وقررت أن يكون الكسل هو "شعار المرحلة"، وعلى الرغم من كونه صفة غير محبذة، إلا أنه يحمل في طياته فوائد جمة، شريطة أن يكون في حدود معقولة ومقبولة.
ومن أهم هذه الفوائد هو التخلص من وطأة الضغوطات المتراكمة، والملل القاتل، والإرهاق الشديد، وكما قال أحد المحللين النفسيين المرموقين: "قد يكون الاسترخاء والراحة هما أفضل ما يمكننا فعله من أجل صحتنا العقلية"، وبما أنني إنسان يولي اهتماماً بالغاً بصحة عقله، فقد تأثرت بهذه المقولة وانغرست في عالم من الراحة والاسترخاء.
ولكن لكي نعود إلى أرض الواقع، توجد مقولة شهيرة للفيلسوف اليوناني العظيم "أرسطو" مفادها أن "الإنسان هو الحيوان العاقل".
ففي حين أن جميع المخلوقات الحية تمتلك الغرائز والشهوات والمشاعر والأحاسيس، إلا أنها تفتقر إلى القدرة على التفكير المنطقي والعقلاني التي يتميز بها الإنسان.
ولكن للأسف، بعض بني البشر يستخدمون عقولهم "للزينة فقط"، وعادة ما تجدهم متخصصين وخبراء في كل شؤون الحياة، فتراهم يتحدثون ببلاغة وإسهاب عن أمور يجهلونها تماماً، وإذا حاولت مناقشتهم أو مجادلتهم، يطلبون منك عدم الخوض في التفاصيل الدقيقة لأنها ببساطة غير مهمة، والحقيقة هي أنهم قد وصلوا إلى طريق مسدود بسبب أسئلتك المحرجة، ويبحثون عن أي مخرج ممكن لإنقاذ ماء الوجه!
الجهل ليس عيباً أو منقصة، ولكن التظاهر بالمعرفة هو المصيبة العظمى، لذا كن حريصاً دائماً يا عزيزي القارئ على أن تقول "لا أعلم" عندما تكون فعلاً تجهل شيئاً ولا تفقه فيه شيئاً، فهو أكرم لك وأكثر احتراماً من أن تظهر أمام الناس بصورة الحمار الذي يحمل كتباً وأسفاراً لا يفهم منها شيئاً.
وبالمناسبة، رأيت في أحد الأماكن رجلاً يصفه الناس بالمجنون أو "مختل العقل"، وقد تجمع حوله بعض الأشخاص وكانوا يستهزئون به ويتنمرون عليه، ويعطونه بعض المال مقابل هذا التنمر، فتعجبت من هذه العقول المريضة التي تسعد على حساب معاناة المساكين وتضحك على إيذائهم، ولم أتمالك نفسي إلا وقد أسمعتهم من الكلام أغلظه وأشده، ونعم ما فعلته كان هو الصواب.
ثم ابتعدت عنهم وتركتهم في غيهم وضلالهم، وأخذت أدندن بيني وبين نفسي:
(انوي لك نية، بس اصبر علي شوي).
وبس، هذا كل ما في الأمر.. !
يقال إن الكتابة ما كانت لتوجد لولا وجود الورق، وإن الكتاب ما كانوا ليظهروا لولا وجود القراء، وقد عدت لتوي من إجازة، ورغم قصرها، إلا أنني قضيتها منغمساً في أمور عظيمة وأساسية، كالنوم العميق المريح على سبيل المثال، واكتشاف مهارات جديدة في فنون الكسل والخمول، والابتعاد التام عن التفكير في أي شيء يستحق الذكر.
وبصراحة مطلقة، حتى هذه اللحظة يرفض عقلي بشدة التعاون معي، بل ويخاطبني بتهكم وسخرية قائلاً: "أين تلك الأفكار النيرة التي كنت تحدثنا عنها وأنت مسترخٍ على شاطئ البحر؟".
ولا أخفيكم سراً، خلال إجازتي ابتعدت كلياً عن الكتابة، وذلك لكي أعود إليها بلهفة وشوق متجددين، وقررت أن يكون الكسل هو "شعار المرحلة"، وعلى الرغم من كونه صفة غير محبذة، إلا أنه يحمل في طياته فوائد جمة، شريطة أن يكون في حدود معقولة ومقبولة.
ومن أهم هذه الفوائد هو التخلص من وطأة الضغوطات المتراكمة، والملل القاتل، والإرهاق الشديد، وكما قال أحد المحللين النفسيين المرموقين: "قد يكون الاسترخاء والراحة هما أفضل ما يمكننا فعله من أجل صحتنا العقلية"، وبما أنني إنسان يولي اهتماماً بالغاً بصحة عقله، فقد تأثرت بهذه المقولة وانغرست في عالم من الراحة والاسترخاء.
ولكن لكي نعود إلى أرض الواقع، توجد مقولة شهيرة للفيلسوف اليوناني العظيم "أرسطو" مفادها أن "الإنسان هو الحيوان العاقل".
ففي حين أن جميع المخلوقات الحية تمتلك الغرائز والشهوات والمشاعر والأحاسيس، إلا أنها تفتقر إلى القدرة على التفكير المنطقي والعقلاني التي يتميز بها الإنسان.
ولكن للأسف، بعض بني البشر يستخدمون عقولهم "للزينة فقط"، وعادة ما تجدهم متخصصين وخبراء في كل شؤون الحياة، فتراهم يتحدثون ببلاغة وإسهاب عن أمور يجهلونها تماماً، وإذا حاولت مناقشتهم أو مجادلتهم، يطلبون منك عدم الخوض في التفاصيل الدقيقة لأنها ببساطة غير مهمة، والحقيقة هي أنهم قد وصلوا إلى طريق مسدود بسبب أسئلتك المحرجة، ويبحثون عن أي مخرج ممكن لإنقاذ ماء الوجه!
الجهل ليس عيباً أو منقصة، ولكن التظاهر بالمعرفة هو المصيبة العظمى، لذا كن حريصاً دائماً يا عزيزي القارئ على أن تقول "لا أعلم" عندما تكون فعلاً تجهل شيئاً ولا تفقه فيه شيئاً، فهو أكرم لك وأكثر احتراماً من أن تظهر أمام الناس بصورة الحمار الذي يحمل كتباً وأسفاراً لا يفهم منها شيئاً.
وبالمناسبة، رأيت في أحد الأماكن رجلاً يصفه الناس بالمجنون أو "مختل العقل"، وقد تجمع حوله بعض الأشخاص وكانوا يستهزئون به ويتنمرون عليه، ويعطونه بعض المال مقابل هذا التنمر، فتعجبت من هذه العقول المريضة التي تسعد على حساب معاناة المساكين وتضحك على إيذائهم، ولم أتمالك نفسي إلا وقد أسمعتهم من الكلام أغلظه وأشده، ونعم ما فعلته كان هو الصواب.
ثم ابتعدت عنهم وتركتهم في غيهم وضلالهم، وأخذت أدندن بيني وبين نفسي:
(انوي لك نية، بس اصبر علي شوي).
وبس، هذا كل ما في الأمر.. !
